الخميس، 24 ديسمبر 2020

مقتل القبطان بوجمعة

 في غمار البحث عن الملك أخرج أعبابو قبطانا كبيرا في السن كان واقفا ضمن الرهائن اسمه بوجمعة ، وسأله أعبابو عن مكان اختفاء الملك، لكن الرجل أنكر.

يحكي محمد الرايس ماحدث بعد ذلك:
"صرخ أعبابو في وجه القبطان بوجمعة قائلا، كلكم جبناء وخونة سأقتلكم جميعا ثم استدار نحوي ومسدسه مصوب إلى صدري ثم أصدر الأمر التالي:
"الريس اقتل هذا الخائن"
ترددت، حسبت أنني أحلم وأنها مجرد تهيئات لا أقل ولا أكثر ،لكن أعبابو كرر الأمر بلهجة تهديد وقد صوب الماسورة نحوي والتمعت في عينيه شرارة حقد ورعب، كان ينتظر رفضي ليرديني قتيلا، نظرت إليه نظرت المتسول الذي ينتظر صدقة ، وكانت صدقتي التي أنتظرها من هذا الإنسان البشع والمنعدم الضمير هي تراجعه عن قراره القاسي ،والحال أنه أصر بإلحاح وهددني بالقول
"حذاري لا تدفعني لكي أقتلك أيضا"
هذا الإنذار هز كياني وارتعدت له فرائصي ،فطفا على السطح جبني الذي طالما أخفته أنفتي الزائفة وإحساسي الإنساني المزعوم، واستولى علي جبن رهيب وقاهر ،وتاهت نفسي في سراديب الخوف من الموت في عز شبابي، اهتز جسدي كله وأنا أفكر بأني سأقتل إنسانا لا أشك أنه بريء أو أعزل على الخصوص، لم يكن أمامي خيار ،فإذا ما أنا رفضت تنفيذ هذا الأمر الوضيع سيقتلني أعبابو ويقتل القبطان أيضا، وإذا قتلته ستظل الجريمة عالقة بي إلى الأبد ،حتى لو كانت فعلتي غير إرادية وإجبارية تحت تهديد السلاح ستظل جريمة وعملا غير عادل ولا إنساني في حق شخص اتهمه المتآمر الرهيب بأنه خائن. كلما كنت أفكر فيما سأقدم عليه اختلطت علي أفكاري وتشوشت ذاكرتي مع تسارع الأحداث ورعب الفعلة، لم أستطع أن أقاوم إحساس الإنسان الذي دفعني الى القيام بما أمرت به ، وانتصر الجانب المدنس في ودفعني إلى الضغط على الزناد ،حتى أن دوي الطلقة فاجأني، خر القبطان صريعا وسقط معه ليس فقط كل ماضي الذي كان مصدر عزتي وافتخاري تاركا وراءه إحساسا بالعار، بل سقط معه أيضا مستقبلي، أصبحت إنسانا محطما لأن امحمد أعبابو نزع عني في رمشة عين أعز ما لدي، شرفي، مكثت مسمرا في مكاني شارد الذهن أنظر إلى الفراغ الذي اكتسح حياتي منذئذ".


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصة اليوطنو مبارك الطويل من القاعدة الجوية إلى معتقل تزممارت

  قصة اليوطنو مبارك الطويل من القاعدة الجوية إلى معتقل تزممارت امبارك الطويل اسرار الزنزانة رقم 15 بتزممارت