عقا مقاتل عبابو وقاتله قصة حياة لاجودان شاف الغامض
إيلاف المغرب من الرباط: خصصت صحيفة "الأيام" موضوع غلافها لحوار مطول، أجرته مع واعلي حروش، القبطان في سلاح المدرعات، هو الأول من نوعه، عن والده حروش عقا، الذي طالما ارتبط اسمه في العديد من المذكرات والأحاديث الصحافية، بقائد انقلاب الصخيرات، اليوتنان كولونيل أمحمد أعبابو، إلى درجة أنه كان يوصف بذراعه الأيمن.
واعتبر القبطان واعلي حروش، (متقاعد حاليا بعد قضاء 38 سنة في السلك العسكري)، أن الكثير من كتب التاريخ، على حد تعبيره، أساءت في نظره لصورة والده، فأغلبها تقدمه على أنه اليد اليمنى لأعبابو، التي يبطش بها، ولا تتحدث سوى عن طوله الفارع وبنيته القوية ومبالغته الشديدة في الانضباط.
وقال القبطان حروش في حديثه للصحيفة إن والده لم يكن أبدا بهذا السوء، الذي يريد البعض تسويقه عنه، وتحدث بإسهاب عن جانبه الإنساني ولحظات الضعف الكبرى التي عاشها، وخلافه مع أعبابو.
وفي هذا الحوار الذي نشرته الصحيفة تحت عنوان " حقيقة عقا " رامبو" انقلاب الصخيرات"، كشف حروش عن الأسرار غير المروية عن علاقة والده &باليوتنان كولونيل( المقدم) أعبابو، قائد انقلاب الصخيرات الذي وقع سنة 1971 بالقصر الملكي بضواحي الرباط، وكان يستهدف حياة الملك الراحل الحسن الثاني.
ومن بين المعطيات الواردة على لسان حروش أن والده لم يكن على علم بالتحضير لانقلاب الصخيرات، مضيفا :" لنفترض جدلا أنه كان على علم مسبق بذلك، فلم يكن يعرف توقيت تنفيذ الانقلاب بالضبط".
وفي جواب له عن سؤال عن مجموعة من الروايات تقول إن والده حروش عقا هو الذي قتل الجنرال محمد المذبوح، منظر الانقلاب، في قصر الصخيرات، بعدما دخل في مشاداة حادة مع اليوتنان كولونيل أعبابو، رد بالقول:" سمعت هذا الكلام لكنني لست متأكدا من ذلك، ويقال أيضا إن أعبابو هو الذي قتل المذبوح، وليس والدي، ما أعرفه أن التهمة الرئيسية التي وجهت لوالدي هي قتل الجنرال البشير البوهالي، قائد المدرعات، أمام مبنى القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية."
حروش حكى أيضا كيف كان والده يحمل من إحدى الزنازن بالسجن، مغمض العينين، للقاء الملك الحسن الثاني في قصر الصخيرات، قبل بداية المحاكمة، وكان يريد منه معرفة هوية التلميذين اللذين حاولا اغتصاب سيدة تنتمي إلى القصر، إبان الانقلاب.
في إحدى المرات تم نزع الغطاء الموضوع فوق عينيه، فوجد الحسن الثاني أمامه، في نفس الغرفة التي تعرضت فيها تلك السيدة لمحاولة الاغتصاب، خاطبه الملك قائلا:" &هل تعرف هذا المكان؟"، فكان جوابه:" نعم عرفت هذا المكان". فردد عليه الملك نفس السؤال مجددا:" إذا قلت لي هوية التلميذين فستنام الليلة في بيتك مع زوجتك وأبنائك"، غير أن حروش عقا كان مصرا على أنه لا يعرفهما، حسب ما جاء على لسان ابنه واعلي حروش.
عقا حروش لاجودان شاف كاثم الأسرار والألة القاتلة في انقلاب الصخيرات
- حروش عقا من مواليد قرية الحمام (ناحية مريرت)، ويبقى تاريخ ولادته غير مضبوط فهناك من يقول أنه من مواليد 1920 لكن بعض المصادر تؤكد أنه ولد قبل هذا التاريخ. التحق بصفوف الجيش الفرنسي سنة 1939 بمكناس في الوقت الذي اندلعت فيه الحرب العالمية الثانية، وقد شارك عقا في هذه الحرب ولمع إسمه فيها بل وتشير بعض المصادر الفرنسية أن عقا قاتل بضراوة في إيطاليا وتحديدا في معارك "جبل كاسينو" وأن الوحدة التي كان ينتمي إليها عندما نفدت الذخيرة كانوا يقاتلون النازيين الألمان بالحجارة.
- بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، التحق عقا بوحدة "المخزن المتحرك" في الحاجب وبقي هناك إلى حدود سنة 1951 حيث سيكون من بين المشاركين في حروب الهند الصينية (لاندوشين) وبعد سنتين قضاها هناك رجع إلى المغرب سنة 1954 . بعد استقلال المغرب التحق عقا بالقوات المسلحة الملكية برتبة رقيب (أجودان شاف) والتحق بالحامية العسكرية بأكادير وبقي هناك إلى غاية حدوث زلزال 1960 ليعود مجددا إلى الرباط. ليلتحق بعد ذلك بالكتيبة الثامنة بوجدة وهناك سيتعرف على القبطان اعبابو وسيعمل عقا تحت إمرة اعبابو في الحاجب ( عندما تم تعيين اعبابو مديرا لمركز التكوين هناك) وسيعمل أيضا تحت إمرته في اهرمومو عندما أصبح اعبابو مديرا لمدرسة اهرمومو العسكرية.
- تمت محاكمته بعد انقلاب الصخيرات وحكمت عليه المحكمة العسكرية بالمؤبد ، وفي سنة 1975 تمكن من الفرار من أحد السجون السرية بالرباط واختبأ في غابات زعير ، وقد تم تجنيد مختلف الفرق العسكرية والأمنية من أجل إلقاء القبض عليه ، وتشير بعض المصادر أنه تم إلقاء القبض عليه في منطقة كريفلة ( ناحية حد براشوة) وتمت تصفيته في ظروف غامضة.
- كان عقا يتمتع بقوة جسمانية هائلة وكان الوحيد في الجيش المغربي الذي يمكنه استعمال رشاش من نوع َAA52 وهو في وضعية الوقوف دون وضعه على الأرض، وهذا الرشاش لا يستطيع حمله والرماية به بدقة عالية في وضعية الوقوف بدون استعمال الحامل المعدني سوى عمالقة الاجسام.....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق