الخميس، 24 ديسمبر 2020

عبد الهادي بوطالب بين ايدي انقلابيي الصخيرات 1971


يروي بوطالب: أخذ الجنود يلاحقوننا برشاشاتهم دون ان يطلقوا علينا النار، ثم سحبوها إلى أسفل القصر حتى نزلنا إلى شاطئ البحر، لأن قصر الصخيرات كان يتكون من الجناح الملكي حيث توجد سكنى الملك، ومن ملحقات كان بها مكتبه وقاعة الاستقبال ومكاتب الموظفين الذين كانوا ينتقلون من الرباط إلى الصخيرات كلما حل الملك بها. وكان خلف هذه المباني شاطئ البحر الخاص بالملك وضيوفه، آنذاك التفت إليّ الأمير الحسن بن المهدي سفير المغرب في لندن والخليفة السابق للسلطان في المنطقة الشمالية إبان الاستعمار الاسباني وسألني بلهجة مشرقية :"أستاذ عبد الهادي حصل إيه؟" فقلت له :"الخبر ما ترى لا ما تسمع".

عبد الهادي بوطالب، وكان وزير خارجية المغرب يومئذ، انطلق، هو الآخر، يجري بكل قوته، هارباً من الرصاص المتطاير في كل مكان. وأراد بوطالب الوصول إلى شاطئ البحر القريب، لعلّ الاحتماء بأمواجه ينجيه من مصير محتوم. لكنّ الرجل، لسوء حظه، أصابته شظية في ساقه، فتدحرج فوق كثبان رمال الشاطئ، وتعفّر وجهه بالتراب، وتكسرت إحدى عَدَستي نظارته الشمسية. وحينما قام بوطالب من عثرته، بدا وجهه أقرب شبهاً إلى وجه موشي دايان، فقد اختفت عينه اليسرى وراء عدسة سوداء، فيما أطلّت الأخرى من تحت إطار النظارة المكسورة.
أخذ الوزير عبد الهادي بوطالب يحملق مذهولاً ممّا يحصل في قصر الصخيرات. غير أنّ ذهوله لم يدم طويلاً، فقد أمسك به أحد الجنود، وجرّه من ثيابه بفظاظة، وبطحه فوق ظهر عبد اللطيف الفيلالي، وزير التعليم العالي يومذاك. ووجد بوطالب أنّ الفيلالي، هو الآخر، ملقيٌّ فوق ظهر محمد الشرقاوي، صهر الملك الحسن، وزوج أخته مليكة. وهكذا أصبح الوزراء مكدّسين فوق بعضهم بعضاً 
وقد اعترف عبد الهادي بوطالب، وزير الخارجية المغربي الأسبق، بما تعرض له من إهانات أثناء انقلاب الصخيرات. وكيف أجبره تلاميذ المدرسة العسكرية باهرمومو على الانبطاح فوق زميليه في الحكومة الفيلالي والشرقاوي. راجع الحلقة الخامسة في سلسلة بوطالب، ضمن برنامج «شاهد على العصر» الذي بثته قناة «الجزيرة» القطرية، في 17 آب 2008.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصة اليوطنو مبارك الطويل من القاعدة الجوية إلى معتقل تزممارت

  قصة اليوطنو مبارك الطويل من القاعدة الجوية إلى معتقل تزممارت امبارك الطويل اسرار الزنزانة رقم 15 بتزممارت