عبد الهادي بوطالب، وكان وزير خارجية المغرب يومئذ، انطلق، هو الآخر، يجري بكل قوته، هارباً من الرصاص المتطاير في كل مكان. وأراد بوطالب الوصول إلى شاطئ البحر القريب، لعلّ الاحتماء بأمواجه ينجيه من مصير محتوم. لكنّ الرجل، لسوء حظه، أصابته شظية في ساقه، فتدحرج فوق كثبان رمال الشاطئ، وتعفّر وجهه بالتراب، وتكسرت إحدى عَدَستي نظارته الشمسية. وحينما قام بوطالب من عثرته، بدا وجهه أقرب شبهاً إلى وجه موشي دايان، فقد اختفت عينه اليسرى وراء عدسة سوداء، فيما أطلّت الأخرى من تحت إطار النظارة المكسورة.
أخذ الوزير عبد الهادي بوطالب يحملق مذهولاً ممّا يحصل في قصر الصخيرات. غير أنّ ذهوله لم يدم طويلاً، فقد أمسك به أحد الجنود، وجرّه من ثيابه بفظاظة، وبطحه فوق ظهر عبد اللطيف الفيلالي، وزير التعليم العالي يومذاك. ووجد بوطالب أنّ الفيلالي، هو الآخر، ملقيٌّ فوق ظهر محمد الشرقاوي، صهر الملك الحسن، وزوج أخته مليكة. وهكذا أصبح الوزراء مكدّسين فوق بعضهم بعضاً
وقد اعترف عبد الهادي بوطالب، وزير الخارجية المغربي الأسبق، بما تعرض له من إهانات أثناء انقلاب الصخيرات. وكيف أجبره تلاميذ المدرسة العسكرية باهرمومو على الانبطاح فوق زميليه في الحكومة الفيلالي والشرقاوي. راجع الحلقة الخامسة في سلسلة بوطالب، ضمن برنامج «شاهد على العصر» الذي بثته قناة «الجزيرة» القطرية، في 17 آب 2008.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق