ويروي الصحافي والكاتب ستيفن هيوز في كتابه "مغرب الحسن الثاني"، "أن أحمد رضا اكديرة ترك مجلسه مع الملك وتحرك هاربا بسيارته، وعندما اعترضه الثوار، طلب اكديرة سائقها أن يتحرك ليتمكن من الهروب". بعد هذا الحادث الملك مانساش ركضة اكديرة هاربا، في كل مرة وأثناء الجلسات الخاصة للملك كان يذكر صديقه بركضته المثيرة للضحك يوم الانقلاب.
أخذ أحمد رضا اكديرة، نديم الملك ومستشاره الأثير، يركض بطريقة عجيبة كأنه نعامة شاردة: ساقاه منفرجتان، وجذعه منحن، ويداه تمسكان برأسه مخافة أن تصيبه رصاصة طائشة. وفجأة، التَوَت قدم مستشار الملك أثناء ركضه، فانكبّ على وجهه بعنف. وقام المسكين متعجّلاً، يريد أن يعاود الركض. فما كاد يخطو خطوات مرتبكة حتى زلقت ساقه من جديد، وخرّ على الأرض ثانيةً. وأعاد اكديرة الكرّة أملاً في النجاة بجلده، فما لبث أن كَبا. وأراد أن ينهض، فلم يقدر. عندئذ تماوت مستشار الملك، وأبقى نفسه ثلاث ساعات مجندلاً بلا حراك، تحت شمس لاهبة، وفوق عشب ملعب الغولف في قصر الصخيرات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق