الثلاثاء، 29 ديسمبر 2020

الامير عبد الله وانقلاب الصخيرات

 كان الامير عبد الله يتعذب من الألم الذي تسببت فيه أربع رصاصات اخترقت يده اليمنى وساقه. اقترب طبيب فرنسي من الملك قائلا له: «إنّ أخاك يحتاج إلى مضادات حيوية، وإلا فإنّ يده ستتعفن بالغنغرينا». أهمل الملك سماع تحذير الحكيم، فأعاد الأخير عليه طلبه. عبس الحسن، واستدار إلى الرجل غاضباً، وقال له: «اسمع أيها الطبيب، إنني الآن مشغول بما هو أهم من الغنغرينا. هناك عرش عليّ أن أستردّه». لم يكتف الملك بالكلام، فنادى جندياً يحرس المكان، وأمره بأن ينزع حربة مثبتة في بندقيته، ويعطيها له. امتثل الجندي لما أمره الملك به. فأخذ الحسن الحربة، ورمى بها نحو الطبيب، قائلاً له: «بما أنك تريد أن تخبرني عن مشكلة الغنغرينا، فلديّ حل لها. خذ هذه المُدية، وابتر بها يد الأمير» (3). حزّت تلك الكلمات في نفس الأمير عبد الله. كانت علاقته بشقيقه يشوبها جفاء قديم. وكان يعرف في أخيه غلاظة الطبع، وفظاظة الكلام، لكنه لا يصدّق أن تصل استهانته به إلى ذلك الحدّ. قال عبد الله لأخيه، وهو حزين: «هل تذكر، أيام كنّا في مدغشقر؟ أو تذكر يوم هاجمك التمساح؟ كان يجب أن أتركك حينها لتتدبّر أمرك معه!». وجم الحسن، وقد تذكّر موقفاً لأخيه أظهر فيه شهامة وشجاعة.

كان الأمير «مولاي» عبد الله، شقيق الملك الحسن، ينزف بشدة، بفعل رصاصات أصابت يده اليمنى وساقه. أمر اعبابو بإخراج الأمير، مع بعض كبار السن، من الطابور، وإجلاسهم في الظل، وإعطائهم ماء. كان هؤلاء من المحظوظين!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

قصة اليوطنو مبارك الطويل من القاعدة الجوية إلى معتقل تزممارت

  قصة اليوطنو مبارك الطويل من القاعدة الجوية إلى معتقل تزممارت امبارك الطويل اسرار الزنزانة رقم 15 بتزممارت